*اعتبر يا مواطن*
يبدو اللّؤم فاغراً فاه من وسائل إعلامية مسموعة،ومرئية،ومقروءة،وقد انبرت بدسّ لؤمها،بين كلماتها،ومن خلال كتّابها،ومن أولئك المتنطّحين الرّاكضين،ليكونوا أمام العدسات،أو في زاوية مكتوبة،أو خلف مذياع،ولربّما يَدفعون ثمناً ليحظوا بذلك المكان الذي ينفثون فيه سمّاً زعافاً في جسم الوطن،وهم أبعد ما يكونون عن الوطن،لأن ألسنتهم مُستأجرة،وحبرهم ملوّث،وذلك يظهر من خلال ما يصدر عنهم..فلكلّ ناطق منهم ،أو كاتب سيرة، تدلّ عليه،ويبدو مرتهناً لمنْ اشتراه، فليس يحيد عنه، وإن أمرَه أن يحرق الوطن ابتغاء إشعال سيكارة،لا يتوانى عن فعل ذلك، وهل يملك العبد قراراً منفصلاً عن مالكه؟لقد بات شغل هذا الإعلام، الشّتم،بإحضار جوقة شتّامتين، ترتدي الأنيق من الثياب،وترمي الناس بالتّهم ،وفي ظنّهم أنهم بذلك يملكون عقول وقلوب الناس.. يندسّون هنا وهناك،ويأتون بمنْ لفظتهم القيم، لتلميع صور لهم،يبحثون عن الذين يغذّون مشروعهم، لأجل مآربهم،وعندما لا يجدون ردّاً على تهافتهم،يخالون أنفسهم عباقرة زمانهم،فيطرحون ويطرحون نظريات، ويتهجّمون على هذا وذاك، وقلّ أن يوجد بينهم صادق..
إعلام يطنطن، ويفرقع قهقهات،ويتظاهر بالحرص،ويُقنِع ذاته بصوابية ما يقوم به..
هذا الإعلام المتملّق الكاذب، صاحب الدّور اللّاوطنيّ، يفسد، ويمعن في الإفساد مدّعياً محاربة الفساد، وهل هناك أشد فساداً من إعلام وكتبة،ومتحدّثين،لا يعرفون من الموضوعيّة شيئاً،فأين الصدق،وأين الرّسالة الإعلامية؟
لقد سيطر الطّمع،وحبّ الظّهور، والتّملّق على غالبية الإعلام،وعلى غالبية الذين تفتح لهم الشاشات عدساتها،والصحف أوراقها..
بعض الإعلام يقتل الوطن،يقتله عمداً،يرقص فوق جراحه،بدل أن يكون ناصراً له في محنه،فأي إعلام هذا، وأيّ متملّقين هؤلاء؟
الحرية الإعلامية ،ليست أن يُنشَرَ ما في الوطن من سقطات على حبال العالم، الحريّة ليست أن تفرّق بين الناس،أو أن تفرّط بمكامن القوة.
*وسائل الإعلام الموضوعيّة،تُسمَعُ،وتُقرَأُ،أما غير الموضوعيّة ،فهي أذىً للوطن،فاعتبر يا مواطن.*
*١٢-٨-٢٠٢٠*
*أبو غيداء/ طورا*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق