هل هي أمي بقلم الشاعر//جرجس لفلوف - بستان الإبداع والأدب العربي

اخر الأخبار

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 21 مارس 2017

هل هي أمي بقلم الشاعر//جرجس لفلوف

هل هي أمي.?...صباح عيد الام صباح معطر بالطيب لكل أم ولكل من ستكون ام ولسورية الأم والوطن والحياة 
خرجت صباح يوم ربيعي دافئ حاملا كتبي وقرطاسي واقلامي في حقيبتي القماشية التي خاطتها امي لي قبل رحيلها إلى جنة الله قاصدا الغابة أنعم بحرية استنشاق هواء نقي وألقي براسي على صدر الأرض فهو كصدر الأم لا ينضب حنينه ولا يتوقف عن العطاء. اه ما اجمل كلمة ام ينطقها اللسان فهي الاسم الأول والوحيد في لغة العالم وهي الوجه الأول للخلق وهي الوحيدة التي تمنح الحياة لأبناء الحياة و وحدها الأرحام تنتج الحياة
أنهيت واجباتي المدرسية والقيت ذاتي على متن شجرة بجانب عين تسيل دموعا نقية كقلوب الأطفال. اه ما اريح متون الأشجار هي كمتون الأمهات لا تتعب من حمل أبنائها أو مقومات الحياة لهم احن إلى متن امي إلى شعرها المجدول و وجهها الصبوح
أقفلت أبواب عيني طالبا النوم..كل شيء في الكون ينام ويصحو ما عدا أحلامنا وأمانينا وذكرياتنا شعرت بروحي تعانق جذور هذه الشجرة كما كانت تعانق صدر امي وانا ذاهب بجانبها إلى النوم ورحلت لا أدري كم من الوقت إلا أنني سمعت كما يسمع النائم هدير ضحكة قادمة من اتجاه النبع نظرت جهة الصوت مذعورا فرأيت امرأة قادمة نحوي تشبه امي هل انا ارى حقيقة أم لا زلت اغوص في بحر الحلم.? وقبل أن اجيب عل سؤالي كانت تقف فوق راسي تؤكد لعقلي المشوش انها امرأة حقيقية وقبل أن أتمكن من الكلام سمعت صوتا ناعما كصوت امي يتسلل إلى صحن اذني
..نمت طويلا يا صغيري إلا تريد أن تتناول طعامك.?
....ذكرتني بائسة التربية البدنية في مدرستي( يا صغيري) فقلت من انت انستي.?
...انا لست انستك يا طفلي الحبيب انا جنية الغابات اقتنص اللحظات لاقدم الحب والحنان لفاقدي حب وحنان الأمهات
...غرقت في مستنقع من العرق خوفا وخجلا وقلت. ارجو سيدتي أن لا تعبثي بي فأنا لست من ترومين اقتناصه فهناك الكثير من الطرائد..وقبل أن أكمل كلامي جلست إلى جانبي ووضعت راسي عل صدرها كما كانت تفعل امي وبدأت تلقمني لقيماتهاوانا كطفل مسلوب الإرادة استجبت لها وانا غارق في لجة المتعة سألتها هل انت امي.?
...لا تكتئب حبيبي كلما جئت إلى هنا ستجد امك إلى جانبك ستسمعك أجمل الحانها وكالفراشة ستحترق على نور وجهك وتعود كطائر الفينيق إلى الحياة لتجني لك العسل كنحلة من حدائق ايامك حبيبي وطبعت قبلة على جبيني وما أن لملمت ذاتي ونظرت فلم أجد شيئا سوى رف من الحمام يلتقط الحب بجانب النبع وعصافير تغرد على الشجرة وثعلب يطارد ارنبأ وانا إطار د انا عائدا من حيث جئت اسال نفسي هل هذه امي.? ام أنني كنت احلم أن تكون امي إلى جانبي وسألت الدموع من عيني وانا اقول
رحلت امي وبقيت......فما نفع البقاء
كنت فديتك نفسي.......لو إمكنني الفداء
انت حبيبتي وحياتي.....يا نبع الحب والعطاء
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون