همس الأصيل .... ناهد الاسطة - بستان الإبداع والأدب العربي

اخر الأخبار

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأحد، 3 يناير 2021

همس الأصيل .... ناهد الاسطة

 همس الأصيل

أمام شمس الأصيل ، وقفت مواجهة للبحر ، مناشدة بعض الهدوء ، والحق يقال إن الفوضى كانت تعم في داخل نفسي ....
شردت بأفكاري ، وأنا أراقب حركات الموج على الشاطئ ،
موجة تلحق بالأخرى ، تعانق رمل الشاطئ ، وتعود لتدفن وجهها في عمق البحر ....
- سمعت همس موجة تسألني : ما بك ..؟؟!!
- ورأيتني أجيبها بصوت عال :
هل تعرفين أحدًا يسمع لهمسي لأسئلتي وظنوني دون أن يحاكمني ؟ !! ..
- أجابتني الموجة : لاعليك ، فأنا وأخواتي ، نقوم بهذه المهمة منذ الأزل .
حدثيني عم يشغلك ... وسأحمله معي لعمق البحر .
- قلت : لا ... وكيف أجرؤ على ذلك ، والشمس تقاسمنا السمع؟!! ...
- ردت الموجة : الشمس تهم بشد رحالها لعالم يملؤه الظلام ، فقد حان وقت إنارته .
فهي غير مهتمة بمجريات الحديث ، فبوحي بما يقلق نفسك ولا تجزعِ ....
- قلت : أريد أحدًا يريحني من تلك الأفكار ، التي تتصارع في ذهني .
والتي لا أعرف حتى كيف أصيغ لها تساؤلًا يعبر عنها ، وعما يدعوها للتصارع ....
- قالت الموجة : انا لست مؤهلة لأجيب عن الأسئلة ، أنا فقط أحمل بين طياتي ، مفردات وتعابير من أفكار وأحاسيس ، وأنقلها إلى العدم ....
ولأكون معك أكثر وضوحًا ، أنا مؤهلة لأمنحك نعمة الفضفضة ...
لكن إن أردت من يقوم بالتحليل والربط وتقديم الاجابات ، فهو حتما ذلك الكائن المسمى العقل ...
هو الوحيد الذي كلفه الله بهذا الواجب .
- فرددت والحيرة تأكلني :
كيف يكون العقل هو من يريحني، وهو منشغل بكل هذه الأفكار المتناحرة ؟ !!!...
- دعني أشرح لك قالت الموجة: عندما تفضفضي لي بالكلام وتسترسلي بالسرد ، يرتب العقل الأمور ، ويكتشف الاجابات
فأنت بقيامك بفعل الفضفضة ، تساعديه على ترتيب وتنظيم تدفق الأفكار .
اقتنعت بكلام الموجة ، وعندما هممت بالبدء بالفضفضة ، انتبهت أنني كنت أكلم نفسي بصوت عال ....
وإن الشمس لمت ضفائرها ، وذهبت لتحلها في الجهة الأخرى من العالم ، وبقي صوت الموج وهو يحتضن رمال الشاطئ يعم في الأرجاء ، و إن بعض السكينة بدت تنتشر في نفسي بعد أن استطاع العقل ، أن يوصل لي رسائله ، عن كيف أرتب أفكاري .
ناهد الاسطة
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏محيط‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون