رؤي فلسفية في الأوضاع الراهنة
لأيمن غنيم
اللقاء الثامن والثلاثون( الإسلام برئ من مغالطات المذاهب والجماعات )
لقد رسم لنا الاسلام خارطة الطريق ،وكيفيه التعايش مع بعضنا البعض ،وحتى من هم خارج ملة الإسلام .فلا خير إن نتوعد للجميع وأن نكون عظمة فى سريدهم ، أو شوكة فى ظهورهم ، وخوف يلاحقهم ، يهابون الدين وإسباغه بالسبغة التى تجعله من منظورهم دين ترهيب وإرهاب .
يرهب من هم خارج عن ملتهم ويهدد أمنهم فى بلادهم .هكذا يأتى النفور من الدين ، لأنه تشكل على أنظمه هؤلاء .وأخذوا يرتدون ثيابا غير الذى أعتدناه ورجعنا إلى سياسة التكفير. فقد أخذ كل منا أن يكفر من يخرج عن النسق الذى رسمه هو ، وعن شكل الدين وتفهمه له .
وهكذا كان المفهوم السالف لبناء دولة مناهضة للدولة .وهو إقصاء كل من هم على الساحة السياسية وإستبدالهم ،أو التحقير من شأنهم ،بمعيار ونسق الدين .
دون النظر بأنه إذا تسلح رجال الدين ، بالدين
لحماية مآربهم وأهدافهم الشخصية يصبح كتاجر يبخس بضاعته ، ويعرضها بأبخس الأثمان ، لينال نصيب الاسد من السوق والمباراة الكاذبة والغوغائية، والتى يستخدم فيها ما يدعم فكره من القرآن والسنة دون النظر إلى أنه إذا فشل، فقد فشل أسلحته والتى هى دعائم الدين وركائزه .
دعونا ننأى بالدين عن الدنيا ، ونوجز مطالبنا وبصراحة فى مطلب أوحد دنيوى وهو السعى وراء السلطة .ومن يسعى إلى السلطة دون تحسب والرقى بأدواته ،وتدعيم وإعلاء كلمة الله .ففد أذله الله ،مهما ظن أنه إرتفع أو علا فى سماء الأحلام والطموح الزائف.
وتعالوا بنا نحلل وبإيجاز .ماذا نعنى بجماعة الاخوان.؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن الاخوه فى الإسلام لا تتطلب الإنتماء لجماعة بعينها دون الأخرى .فما هو حاصل أن كل من يعتنق الإسلام ،وكل من يطلق العنان إلى إيمانه ،وقيمه الروحية ومكتسبات الدين من خلق وكرم ،وإعلاء الإنسانية وماتحويه معانى الدين السمحه ، حتما هم أخوة متحابين ،وليسو بأعداء أو أولاد خصومة ينفر بعضهم من البعض.
إذا إن الدين هو منهاج لحياة التسامح وحباه الإرتقاء بتعاليم الله .
ومعنى الأخوة أو الإخوان أو الأخوات ،ليس قاصرا على تنظيم أو حكرا على جماعة بعينها، وإنما هو شرط أساسى للدين وتعاليمه. ومن الخطر أيضا أن تنأى جماعه بنفسها عن سياسة وفلسفة المجتمع كامل هى تعيش وتتعايش معه .هذا يؤدى إلى الانقسامية أو الانفصام عن منظومة المجتمع وبؤدى للعبثية او الانفلات الامنى والتفكك داخل المجتمع الواحد.
ولنجعل نواميس التعايش هى من أصول الدين .وليس إستغلالها للوصول الى الدنيا.
فإن أصول الدين وتشريعه لا يختلف عليها إثنين .لأنها مسلمات لدى كل مسلم .وإنما الخلاف، كل الخلاف، على من يرى نفسه سيف الله المسلول ،الذى يضرب بعنق من يعترض أفكارهم ويعترض سياستهم الرشيدة .والتى وإن كانت رشيدة لهديت الناس جميعا ، حول مائده التآلف والتراحم ،وإستيعاب الأخطاء مهما عظم شأنها،والمحاولة لإيجاد حلا فعليا ،لكل المشكلات التى تقف عقبه فى طريقها المنشود.
لأنه فى غياب الأمن والأمان ،تضيع المعانى وتختفى أواصر التعاون ويصبح المجتمع بأسره ذئاب وفرائس ،تنهش لحوم البشر وتأذن بالخراب والتفكك المجتمعى والأسرى ،ونصبح جميعا خونه ،نخون بعضنا البعض .
فتعالوا بنا نصحح وضع الدين حتى لمن يعتنقونه ،أو يرتقون على البشر ،لا لشئ بل لكونهم جماعة مسلمة ،وإذا كان هم هكذا ، ماذا نسمى من هم ليسو تحت لوائهم ،أهم جماعات غير مسلمة. تلك هى الرؤيه التى يراها معظمهم .
والغريب أن مصادر التنوير ومرجعية الدين واضحة.فهى القرآن والسنة.
فأين يجئ الخلاف إذن ؟مابين سلفى أو اخوانى أو شيعى أو سنى . تلك هى القضية.
فلنطلق العنان لأنفسنا ،ولنطلق العنان لفطرتنا التى فطرنا الله عليها. ويكون شعارنا هو الإرتقاء بأنفسنا من خلال عباداتنا ، وترجمه الدين بالسلوك والواقع الملموس لدى الجميع .ونطبق شعائر الإسلام فى سلوكيتنا تجاه بعضنا البعض .ولينأى كل منا عن فكره الأعزل ونهجه الذى يظن أنه الأفضل.
وتعالو بنا نمعن فى آيات الله ونتبين حقائق الدين الفاعله فى تجميع وتوطيد الأمة الاسلامية .وتكون دوافعنا هى إعلاء الذات عن أنانيتها ، وتأكيد أواصر الصدق لدينا فى إدراك أننا جميعا مسؤولية من هم قاده ،سواء كانوا قادة فكر أو قادة سياسيين ،فلا تعبثوا بمقدرات الأمة وشعوبها.
ومم يؤخذ على فكر الجماعة أيضا .هو مايسمى لديهم السمع والطاعه .السمع لمن والطاعه لمن ؟
ومم يتعين على كل جماعة أن تدين بالولاء والإنتماء لقائدها.رغم أنه بشر يخطئ ويصيب .يتفهم وأحيانا لايفهم ،
فكثيرا مايكون للبشر هفوات وذلات ،تضع بهم موضع المسيء ،كما أن لهم مواضع خير تضع بهم موضع المحسن. أى لا توجد ثوابت لدى البشر .ولا يمكن وضعهم فى قالب الإله ،وقبول أرائهم كما هى ،بلا أدنى إعتراص .وإنما إستوجبت ووجب عليهم على إختلاف شرائحهم وإختلاف ثقافتهم ،وإختلاف نهجهم .أن يقبلون يد المرشد أو الخليفه أو الإمام .دون تفهم حتى لمعانى الطلب أو إستدراكه وتفسيره ،بما يتفق مع مجربات الأمور.
اى يد باطشه هذه ،أن تحلل دم من يعترض على قول أو مشورة شيخ أو مرشد.أى جرم هذا .أن يؤله أناس، بشرا عاديا وكانه مهيمنا على جوارحهم وتصرفاتهم ،وتفكيرهم ،وبلا هوية يمضون. يهللون ويكبرون لرؤية حمقاء ،تعبث بعقولهم جميعا ، وتضعهم موضوع البلهاء ،الذين لايعرفون من أين سيبدؤون والى أين سوف ينتهون .
إن الله لم يضع وساطه بينه وبين عبده ،وجعل عبده يناجيه جهرا ،سرا كيفما يشاء ووقتما يشاء .هذا هو الله عز وجل بسلطانه ومهابته وجبروته.يعطى هذه المنحة لعباده ،ليس للمخلصين فحسب ،ولكن للمذنبين والعاصيين ،إذ أنه عز وجل يفرح بهم ويلبى النداء للجميع.
كيف بنا فى وضعية مهينة كهكذا ، وكيف يليق بنا كعباد الله عز وجل أن نكون عبدة فكر ، وعبدة سياسات ساقطه فى هوى البشر. ويحضرنى سؤلا كثيرا مايلح على خاطرى
مالفارق اذن بين زعيم جماعه وزعيم عصابه؟
ربما يكون هناك فارق وهو المحتوى والفكر.لكنهم يشتركون فى مفردات الطاعه والولاء لزعيمهم ،ولا يستطيع احد من رجالهم ،أن يخرج عن طوع أمر زعمائهم .وإلا أصبح مرتدا بما يؤمنون أو مايتفهمون معتقاداتهم .تلك هى المعادلة.
فقد جعل الله مفهوم العبادة واسع المدى ،ولم يقصر معناه فى الإنتماء إلى جماعة أو حزب دينى أو منظمة دينية .وإنما جعلها تفوق تللك المعانى .
وإن كانت أولى العبادات، هو الدعاء فهو مخ العباده كما قال الحبيب محمد .فقد جعله الله إنسيابيا فضفاضا بلا حدود ، وبلا مفردات معروفه أو مدونة أو مكتوبه ، وإنما هو إجتهاد .فالكل يجتهد لينال رضا الله . فيقول تعالى «ان الله يعلم خائنة الأعين وماتخفى الصدور»
اى أننا لا نستطيع أن نجزم ،بأن المتحدث عن الجماعة أو من يزعم فرقة ما ، أنه هو الأفضل أو الأتقى ،حتى وإن كان هكذا .من الأجدر له أن يدعم تلك المعانى بسلوكه ،وإدراكه لمفهوم الدين ومعانيه المتعددة ،والتى تهدف جميعا إلى تهيئه المجتمعات للترابط وتوحيد الأمه،على كلمه سواء وتجنب الفرقه .والبعد عن الفتن والإنقسامية والمثول لأحكام الله والتفانى وإنكار الذات.
هذا هو المحك .فتبينوا .
بقلم.أيمن غنيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق